Quantcast
Channel: مدوّنة إبراهيم السحيباني »غازي القصيبي
Viewing all articles
Browse latest Browse all 2

[ سلمان العودة؛ من الكاسيت.. إلى اليوتيوب! .. ]

0
0

لا أعتقد أن شاباً وُلد في أواخر السبعينات، وبداية الثمانينات؛ لم يسمع بـ: سلمان بن فهد العودة؛ الاسم الذي تردد كثيراً خلال التسعينات الميلاديّة، وبرز هذا الاسم أثناء/بعد أزمة الخليج، وأعتقد شخصياً أنه صاحبُ أثر كبير على تحوّلات المنطقة بشكل عام، والمملكة بشكل خاص.

أُعيد مرّة أخرى؛ بنيت هذه المدوّنة على أساس الكتابة عن (خمسين شيئاً) كان لها أثر في حياتي؛ سلمان العودة كانَ لهُ أثر!

؛

من هذه التدوينة؛ أطالب تركي الدخيل – وعلى الملأ – بمبلغ 150 ريال، الـ 50 .. هي قيمة الكتاب، والـ 100 هي قيمة كفّارة اليمين التي دفعتها بعد أن كنتُ قد أقسمت أيماناً مغلّظة أن لا أشتري كتاباً حتى أُنهي مجموعة الكتب في مكتبتي! لكن الغلاف، العنوان، والكاتب والمكتوب عنه.. أشياء أكبر من أن تُقاوم!

ابتعتُ الكتاب يوم الجمعة الماضية، بدأتُ القراءة في الساعة الواحدة ظهراً من يوم السبت – في الطائرة -، وأنهيتُه ليلة الأحد.. وأنا في رحلة العودة من جدة.. وأُسلّي نفسي: لا بأس! ما تمّ دفعهُ (ليس بخسارة) على مثل هذه المادة!

؛

سلمان العودة من السجن إلى التنوير

المؤلف: تركي بن عبدالله الدخيل

دار مدارك للنشر

الطبعة الأولى فبراير 2011

الكتاب يقع في 450 صفحة تقريباً من القطاع المتوسط، وهو عبارة عن أطروحة الماجستير للأخ تركي الدخيل، تناول فيها التحوّل الذي طرأ على سلمان العودة – في خطابه – بين مرحلتيّ (قبل/بعد) السجن.. وبالأخص: برنامج حجر الزاوية، واللغة التي استخدمها العودة في نشر أفكاره، وخلق أُفق جديد في فضاء الإعلام الإسلامي (كما يحب العودة تسميته) .. والمنهج الذي سلكه العودة في هذا البرنامج بالتحديد.. وقام تركي بمراجعة شاملة لخمس سنوات من عمر البرنامج، بالإضافة إلى عدد كبير جداً من المحاضرات التي طُرحت قبل السجن، خصوصاً تلك التي كان لها صدىً واسع.. واعتمد تركي على قياس لغة العودة وخطابه في أقصى درجات شدّته، وهيجانه.. إلى أقصى درجات هدوئه، وسكينته.

؛

وأنا أتصفح الكتاب، كانت تمرّ بمخيّلتي عدّة صور؛ سجن سلمان العودة في أكتوبر 1993، الأحداث التي صاحبت تلك المرحلة، ومحاولة تقصّي أخبار السجن، وهل هي حقيقة أم إشاعة؟ (ما كان فيه تويتر :)) أشرطة سلمان العودة التي كنا (نتفنن) في سبيل الحصول عليها: (أسباب سقوط الدول، الشريط الإسلامي ماله وما عليه، تحرير الأرض أم تحرير الإنسان، الأمة الغائبة، السهام الأخيرة، أخي رجل الأمن، رسالة من وراء القضبان… الخ!) تلك الأشرطة الناريّة التي كان يطلقها سلمان على متابعيه، محبّيه.. خصوصاً أن لغة سلمان العودة كانت راقية – ولازالت – واستحضاره للأحداث، للأبيات، للشواهد.. فضلاً عن طريقة أداءه وأسلوبه.. والسحر الذي يبعثه من خلال حديثه!

شريط الذكريات مرّ سريعاً، لحين افتتاح موقع الاسلام اليوم، ثم مؤسسة الإسلام اليوم.. جهود سلمان العودة الواضحة بعد السجن.. لكن؛ لم ينكر أحد أن سلمان العودة قد تغيّر! هذا التغيير كان واضحاً، اللغة التي يستخدمها سلمان بعد السجن ليست هي اللغة التي استخدمها قبل ذلك.. وانطلاقاً من هذه الحقيقة، خسر سلمان العودة (بعضاً) من جماهيره (المحلّية) وكسب عدداً (كبيراً) من جماهيره (العالمية) .. لا أعتقد أن سلمان العودة كان معروفاً قبل السجن في الشام أو مصر أو المغرب العربي.. في المملكة لا أعتقد أن نفوذه كان يتجاوز المملكة، والمنطقة الوسطى بشكل أدق – ولو بالغت بهذه القضية، لكنه تصوّر شخصي تقريبي – لكن الآن، لو شاهدنا وقارنّا عدد الاتصالات التي تأتي من المغرب العربي خصوصاً، سنكتشف أن خسارة (بعض) القريبين لا بأس بها، في حال دخول (كثير) من البعيدين في دائرة التأثير.

؛

من يقرأ/يسمع خطابات سلمان العودة حول بعض القضايا الساخنة – حينها – : المرأة بشكل عام! فضلاً عن قيادتها أو عملها، الإعلام.. واحتكار الليبراليين له، غازي القصيبي رحمه الله – كمثال – وكيف كانت هناك حرب ضروس بينه وبين سلمان العودة، الدعوة إلى الإصلاح الداخلي بشكل عام..

من يقرأ تلك الكتابات، ويسمع تلك المحاضرات.. قد يعتقد أنها (مُفبركة) .. وأن سلمان ما قبل السجن، ليس هو سلمان الذي بعده! سلمان الحِكمة، الهدوء، والرويّة، والانفتاح، والداعي إلى كل سُبل الحوار، والمتصالح مع نفسه، ومع الآخرين.

؛

حاولت أن أقتبس من الكتاب مقاطع قد (تشوّق) للقراءة، ووجدت أني أحدد صفحات كثيرة، في كل مرة أرى أن هذا المقطع هو أفضل من سابقه، أعتقد أن الكتاب وجبة جميلة – دسمة نوعاً ما – لكل من يرغب في معرفة من هوَ سلمان العودة بشكل خاص، وتأثير برنامج حجر الزاوية بشكل عام، رغم أنها دراسة أكاديمية، إلا أن لغتها سهلة، بسيطة، وتحوي كثير من التراجم والشروحات، لربط بعض الأحداث وتوسيع مدارك القارئ حول كثير من النقاط. الكتاب بكل أمانة؛ أعفاني من كتابة أشياء كثيرة عن سلمان العودة، عن أثره عليّ شخصياً، وأثره على المحيط من حولي، وعلى مجتمع المملكة بشكل عام.

؛

وإجابةً لسؤالك أخي العزيز تركي: نعم، راقَ لي كثيراً.. كثيراً!

<< هذا لن يُعفيك عن الـ 150 ريال :)


Viewing all articles
Browse latest Browse all 2

Latest Images

Trending Articles





Latest Images